يشكل جيل الشباب الذي يقع ضمن الفئة العمرية (13 - 38 عاماً)، قُرابة 65% من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة، ويعاني هذا الجيل من قلة فرص انخراطه في العلاقات المجتمعية، والهيئات المحلية، وتعرفه على مبادئ الحكم الرشيد، الأمر الذي استدعى عمل مؤسسة مجتمعات عالمية على إطلاق مبادرة تجريبية لإنشاء مجالس محلية شبابية في 4 هيئات محلية في العام 2008 بالشراكة مع مؤسسة المورد، وبتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) .
بعد النجاح الفائق للمبادرة، عملت مؤسسة مجتمعات عالمية على زيادة حجم مبادرتها وتوسيع رقعة عملها من خلال إنشاء 9 مجالس محلية شبابية جديدة في العام 2010 بالتعاون مع منتدى شارك الشبابي (Sharek Youth Forum) وبتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) الجهة الممولة لبرنامج الإصلاح الديموقراطي المحلي (تواصل). أما اليوم فالمبادرة تستمر بدعم من برنامج الحكم المحلي والبنية التحتية (LGI) الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، لإنشاء 7 مجالس محلية شبابية في تجمعات سكانية جديدة، وللعمل على أن تصل مع نهاية العام 2013 إلى 20 مجلساً محلياً شبابياً.
تعكس المجالس المحلية الشبابية (YSLCs) المنتخبة بشكل ديمقراطي، والمكونة من 11-15 عضواً، ضمن الفئة العمرية 15-22 عاماً، رؤية المجالس المحلية أو الهيئات البلدية المنتخبة ووظائفها، وتتكون من عدد أعضاء مساوٍ لها. فيتعاون المجلسان على العمل المشترك في مختلف مناحي اختصاص المجلس البلدي، ليكتسب المجلس الشاب مفاهيم الحكم الرشيد، والإدارة، ويتمكن من أخذ زمام المبادرة في العمل مع مختلف الفئات المجتمعية، وذلك بالتزامن مع مجموعة مكثفة من التدخلات التي تقدمها كل من مؤسسة مجتمعات عالمية، ومنتدى شارك الشبابي، لتحسين أداء المجالس وفعاليتها، والتي يمكن إيجازها في:
إنشاء الهيئات العامة في البلديات: اعتباراً من شهر نيسان عام 2013، قام المشروع بتسجيل 28 هيئة عامة، في 15 بلدية، احتوت على أكثر من 8,000 شاب وشابة من الراغبين في العمل وانتخاب ممثليهم في المجالس الشبابية، في مختلف انحاء الضفة الغربية.
حملات حشد وإقناع الناخبين: يمكن لأي عضو من أعضاء الهيئة العامة للمجلس المحلي الشبابي أن يترشح لعضوية المجلس، لهذا فقد دربت كل من مؤسسة مجتمعات عالمية، ومنتدى شارك الشبابي، الشباب على كيفية عمل وتصميم الدعاية الإنتخابية، وحشد المنتخِبين وإقناعهم من خلال تطوير مفاهيم الحوار والنقاش البناء بين المرشحين والناخبين.
إجراء انتخابات ديمقراطية وتشكيل المجلس: عملت مؤسسة مجتمعات عالمية مع منتدى شارك بالتعاون مع البلديات، على تسهيل العملية الإنتخابية، وتوفير، وتدريب مراقبي الإنتخابات، والعمل على ضمان انتخابات ديموقراطية وشفافة. ومنذ لحظة صدور نتائج عملية الاقتراع، يُشَكل المجلس البلدي الشبابي، ويصادق المجلس البلدي عليه، لبدء عمله بتوزيع المناصب الرئيسية التالية: (رئيس المجلس الشبابي المحلي، نائب رئيس المجلس، أمين الصندوق، أمين السر) ما يعكس تركيبة المجلس البلدي الفعلي. ومنذ إنطلاق المبادرة تم انتخاب أكثر من 300 عضو مجلس بلدي شبابي خلال 28 عملية انتخابية رسمية.
القيادة وتنمية المهارات: بعد انتخابهم مباشرة، يتم تدريب الشباب على مجموعة متنوعة من المهارات التي تتضمن: إدارة المشاريع، والمناصرة والتحشيد، والنوع الاجتماعي، إضافة إلى إعداد الكوادر والقيادات الشابة لتولي مناصب جديدة.
إنشاء الشراكات المحلية والتحالفات: يعمل المجلس المنتخب على تفعيل الهيئة العامة، وتشجيع أعضائها على التفاعل مع البلديات، ومنظمات المجتمع، المدني والشركاء المحليين، والانخراط في أنشطتهم، ما يؤدي الى فهم المجلس البلدي لاحتياجات مجتمعه، والمبادرات التي يجب أن يتم التركيز عليها، إضافة إلى تأسيس شراكات محلية واسعة يكون الشباب جزءاً فعالاً فيها.
دعم الأنشطة التي يقودها الشباب: عملت المجالس المنتخبة على تنفيذ مئات المبادرات والأنشطة التي تهدف لتطوير المجتمعات المحلية، وذلك عن طريق الشراكة الوثيقة مع البلديات والمؤسسات، فتم ترميم الحدائق والطرق، وعقد المعارض المهنية، وتنفيذ حملات السلامة المهنية، والحملات المرورية، إضافة إلى جمع التبرعات للمنظمات والمؤسسات المحلية.
شهدت المجالس المحلية الشبابية مشاركة كبيرة للشابات في عضوية المجالس والأنشطة المنفذة، فزادت عن المشاركة الرمزية، وتجاوزت الفكرة النمطية السائدة في المجتمع الفلسطيني حول تدني مشاركة المرأة في ثنايا العمل المجتمعي، فقد تصدرت الشابات الطليعة في الترشح لانتخابات المجالس الشبابية المحلية وتفوقن في الإقبال، والمشاركة، والدورات التدريبية، والمبادرات، والأنشطة المجتمعية والتطوعية على نظرائهن الشباب.
إنجازات مبادرة المجالس المحلية الشبابية ضمن برنامج الإصلاح الديمقراطي المحلي (تواصل). فيما يلي بعض الإنجازات والمبادرات المجتمعية التي حققتها المجالس المحلية الشبابية:
- نظم 13 مجلساً شبابياً مخيمات صيفية تهدف لتطوير القيادات الشابة، وتعريفهم على آليات وأسس الحكم المحلي والحكم الرشيد.
- أنهى مجلس شبابي أريحا مبادرة بعنوان "الشباب يرسم مستقبله" بهدف مساعدة طلاب المرحلة الثانوية على التخطيط لمستقبلهم المهني وحياتهم العملية من خلال البحث عن تخصص مناسب للدراسة الجامعية تحت إشراف مختصين أكادميين.
- نفذ أعضاء المجلس المحلي الشبابي في قرية بديا مبادرة بيئية تهدف إلى تجميل القرية وإزالة النفايات الصلبة من مكب غير مخصص للنفايات في البلدة، وزراعة المنطقة بالأشجار، بالتعاون مع مجلس إدارة النفايات الصلبة.
- نفذ مجلس شبابي أريحا حملة لمساعدة الأسر المحتاجة عن طريق جمع التبرعات من السكان.
- تعاون مجلس محلي شبابي بيت فجار مع بلدية بيت فجار ووزارة الحكم المحلي على عقد ورشة عمل بعنوان "الشباب والمسؤولية المجتمعية" في عدد من الهيئات المحلية بهدف زيادة الوعي في مسؤوليات وقوانين الحكم المحلي والمسؤولية المجتمعية
كما نفذ كل مجلس محلي شبابي حملات توعية تم اختيارها بناء على توصية الهيئة العامة للمجلس الشبابي حول موضوعات تهم المجتمع المحلي والهيئات المحلية. وفيما يلي بعض انجازات المجالس المحلية الشبابية:
- نفذت المجالس المحلية الشبابية في أريحا، وسلفيت، وبيت فجار، وبيت ساحور، وعنبتا، وقبلان، وحلحول عدداً من المبادرات بهدف مواجهة المشاكل البيئية، ومحاولة رفع مستوى الوعي البيئي في المجتمعات المحلية. فاتخذت المجالس المحلية الشبابية زمام المبادرة في تنفيذ النشاطات التي تنوعت من تنظيف الشوارع، وغرس الأشجار، ووضع المقاعد وصناديق القمامة، وغيرها من الأنشطة البيئية التي كان لها الأثر الكبير على المجتمعات المحلية.
- شارك 8 مجالس محلية شبابية في تنظيم وحضور المؤتمر الدولي الثاني للشباب الفلسطيني المغترب الذي عقد في دار الندوة الدولية بمدينة بيت لحم. ركز المؤتمر على دور الإعلام المحلي والدولي في زيادة تواصل الفلسطينيين الشباب في مختلف أنحاء العالم. إضافة إلى مجموعة من الزيارات الميدانية التي نظمها بعض المشاركين في المجالس المحلية الشبابية لمواقع مختلفة في الضفة الغربية لتعريف وفد من فلسطيني الشتات على وضع الشباب الفلسطيني، وأحوال المجتمعات المحلية في الضفة الغربية. كما نظم مجلس شبابي الرام ومجلس شبابي بيت ساحور مبادرتين منفصلتين تهدفان للتقليل من المشاكل المرورية في البلدتين، عن طريق وضع الإشارات المرورية في الشوارع، ودهان الأرصفة، إضافة إلى تقديم معلومات للجيل الشاب حول اجراءات السلامة المرورية.
احتل العديد من الشباب الذين شاركوا ضمن مبادرة المجالس المحلية الشبابية، مراكز قيادية في مجتمعاتهم، فمنهم:
- يعقوب معروف: أصبح عضواً في بلدية الطيبة خلال الانتخابات البلدية الأخيرة.
- بشائر عثمان: أصبحت أصغر وزيرة فلسطينية، وأصغر رئيسة مجلس بلدي فلسطيني، وتتقدم الفتاة التي بدأت مشوارها من مجلس محلي شبابي علار لتصبح ذات شهرة دولية.
- مهند طقاطقة: رئيس مجلس بيت فجار السابق، حصل على جائزة متطوع العام 2012 من رئيس الوزراء الفلسطيني، وكان واحداً من 12 شاباً وشابة حصلوا على الجائزة في الضفة الغربية.
في النهاية فإن هذه المبادرة تهدف لخلق جيل قادم من القادة الفلسطينيين الذين يعرفون ويمارسون مبادئ الحكم الرشيد، ويطبقون مفاهيمه في الانتخابات الديمقراطية والشفافة، والمشاركة المجتمعية، والمساءلة.
للمزيد عن هذه المبادرة، يرجى الاطلاع على المواد التالية:
- كتيب المجالس المحلية الشبابية
- الملف الشخصي للمجالس المحلية الشبابية
- الدليل الإجرائي للمجالس المحلية الشبابية
- المهارات الأساسية للمجالس المحلية الشبابية
- الإطار النظري للمجالس المحلية الشبابية
- النظام الداخلي للمجالس المحلية الشبابية
- موقع المجالس المحلية الشبابية
- فيديو المجالس المحلية الشبابية