الرئيسية » مجالات عملنا »   30 أيلول 2013  طباعة الصفحة


البناء والبنية التحتية

تعتبر مؤسسة مجتمعات عالمية مؤسسة رائدة في مجالات البناء، وتطوير البنية التحتية. ويتمثل نهجها في العمل بالشراكة مع المجتمعات المحلية، والقطاع الخاص، والهيئات المحلية، بالإضافة إلى الوزارات والمانحين، بهدف بناء الخدمات التي تحتاجها المجتمعات، من أجل مستقبل أفضل وإنجازات مستدامة.

دعمت مؤسسة مجتمعات عالمية تطوير مئات مشاريع البنية التحتية، ومشاريع البناء المصنفة كحاجات طارئة، في الضفة الغربية وقطاع غزة، بهدف تسهيل الوصول إلى البضائع والخدمات، وتحسين البيئة التعليمية، وتحسين نوعية حياة الشعب الفلسطيني.

كما تتمتع مؤسسة مجتمعات عالمية بعضوية المجلس الأمريكي للبناء الأخضر، وتدعو إلى اتباع ممارسات البناء الأخضر للمساهمة في الحفاظ على الطاقة والماء، وتقليل نسبة النفايات الصادرة، ومساعدة المجتمعات على التأقلم مع تأثيرات البيئة المتغيرة.

هذا ونفذت مؤسسة مجتمعات عالمية ضمن برنامج الحكم المحلي والبنية التحتية، الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية (USAID)، قرابة 80 مشروعاً في البنية التحتية في مختلف مناطق الضفة الغربية، شملت 18 مدرسة، وطرقات بطول 32 كيلو متراً، إضافة إلى 16 مركزاً مجتمعياً.

ترميم نادي عزون الشبابي



بناء المجتمعات أولاً


ما الذي يميز مشاريع البنية التحتية التي تنفذها مؤسسة مجتمعات عالمية؟ إن مشاريع البناء التي تنفذها مؤسسة مجتمعات مبنية على أساس أولويات البنية التحتية المحددة من قبل المواطنين أنفسهم، عبر عملية تشاركية في اتخاذ القرار، كما تركز هذه المشاريع على تحسين الخدمات، بهدف تنمية العلاقات بين المواطنين ومؤسسات المجتمع المدني، والبلديات، والمجالس المحلية، لضمان خلق تحسينات مستدامة في نوعية الحياة.



بناء المدارس الأساسية والثانوية


في شهر أبريل 2013، تم الانتهاء من بناء مدرسة الزير للبنين، في قرية "جناتا وحرملة" في محافظة بيت لحم، وشمل البناء إنشاء مبنىً من طابقين، بالإضافة إلى ترميم المبنى الموجود أصلاً. ويتمتع الآن أكثر من 760 طالباً ببيئة تعليمية آمنة ومحسنة، تشتمل على 6 غرف صفية إضافية، ومختبر حاسوب، ومختبر علوم، وملعب، وقسم للإدارة مع مكتب إضافي، ومكتب سكرتاريا، واستراحة معلمين تحتوي على مطبخ ووحدات صحية، بالإضافة إلى وحدات صحية للطلبة، كما تم تجهيز المدرسة بمنحدر للمعاقين، وأسوار خارجية. وساهم المشروع في خلق 95 فرصة عمل مؤقتة و6,112 يوم تشغيل.

"سابقاً كنت أذهب إلى قرية العساكرة للدراسة. أما الآن فلدينا مدرسة جديدة وقريبة من بيتي، وأنا أحبها كثيراً. لدينا كل شيء في مدرستنا: مياه نظيفة، ومرافق صحية. وأنا أحب صف الألعاب الرياضية لأننا نملك ملعباً كبيراً يمكننا أن نستخدمه في لعب كرة القدم وكرة السلة" خليل، 7 أعوام.

 المراكز المجتمعية والشبابية


يعتبر مركز شباب جبع قرب القدس، الذي اكتمل في كانون الاول عام 2012، بمثابة مركز ترفيهي تعليمي يخدم أكثر من 400 شبابة وشاب. فبنت مؤسسة مجتمعات عالمية طابقاً إضافياً بمساحة 235 متر مربع فوق مبنى المجلس القروي، للاستفادة منه كمركز للشباب، ما خلق 133 فرصة عمل مؤقتة خلال عملية البناء. فوفر وجود المركز مساحة آمنة للشباب للعب وزيادة عدد الأنشطة المتاحة، بما في ذلك دروساً في فنون الدفاع عن النفس والدبكة (الرقص التقليدي). وحول المركز قالت الشابة زاهدة توام من جبع: "اثنان من أقاربي يتمرنون في فريق الكاراتيه. إنهم سعداء للغاية الآن بسبب وجود مكان لتدريباتهم. وقد فاز فريقهم العديد من البطولات، والأهم، والآن يمكنهم الاستفادة من أوقات فراغهم في شيء مفيد ومثمر".

 

الطرق والبنية التحتية الداخلية


تتذكر مالكة الأرض زهدية محمد، 65 عاماً، الأيام التي سبقت شهر تشرين أول عام 2011، عندما أكملت مؤسسة مجتمعات عالمية بناء 2.2 كم من الطرق، و 350 متر من الجدران الاستنادية والأسوار، وأكثر من 11,272 متر مربع من أعمال التزفيت في قرية رابا قرب جنين.

"كنت أحتاج لثلاث ساعات من المشي على الأقدام كل يوم خلال موسم الحصاد لأصل إلى أرضي، فقد كان من المستحيل على السيارات استخدام هذا الطريق، كما واجهنا العديد من المشاكل في نقل المحاصيل باستخدام الحمير، الأمر الذي كان يؤدي غالباً لحدوث أضرار في المحاصيل خلال عملية الانتظار والنقل، كما أن عملية النقل كانت مكلفة جداً، أما الآن فأي سيارة أجرة ستكون سعيدة بأخذي إلى أرضي ونقل محاصيلي مقابل أسعار معقولة، وفي وقت لا يزيد عن خمسة دقائق." زهدية محمد، مالكة أرض في منطقة المشروع.


مشاريع خاصة


أنهت مؤسسة مجتمعات عالمية في شهر تشرين أول عام 2010، بناء جسر فولاذي للمشاة على مدخل مخيم الجلزون، فساهم الجسر الذي بني على واحد من أكثر الطرق ازدحاماً، وهو الطريق الرئيسي الواصل بين مدينتي رام الله ونابلس، في التخفيف من الاختناقات المرورية، وخطر إصابة المارة وطلاب المدارس المجاورة. فقد اعتاد الطلبة سابقاً الانتظار لمدة قد تصل إلى نصف ساعة لعبور الشارع والوصول إلى المدرسة، ما كان يشكل إرباكاً للحركة المرورية، وللبرنامج الدراسي اليومي، وتهديداً لسلامة الطلبة والطواقم التدريسية. ومع إتمام الجسر، أصبح بإمكان الطلبة والمواطنين عبور الشارع بأمان، وتمت إعادة تنظيم الجدول الدراسي للمدرسة لاستغلال الوقت الذي وفره الجسر، كما ذكر أصحاب الأعمال والركاب والمشاة أن العبور إلى الجهة المقابلة أصبح أكثر سهولة بعد إتمام الجسر، حتى في حالات الازدحام المروري.


 

جسر الجلزون

 

البناء الأخضر


تعمل مؤسسة مجتمعات عالمية مع العديد من المجتمعات المتأثرة بالنمو السكاني المتسارع في الضفة الغربية وقطاع غزة، والمتأثرة بالتحضر وتبعاته من الحاجة المتزايدة للطاقة، ونقص المياه، والتصحر وتراجع المساحات الخضراء، ومحدودية موارد القطاع العام.

وكما هو الحال في مناطق أخرى من العالم، واجهت الضفة الغربية وقطاع غزة عدم قبول للمبادرات الخضراء، وذلك بسبب المفاهيم الخاطئة التي ترى أن الأبنية الخضراء هي أبنية مكلفة مقارنة بالأبنية العادية، على الرغم من المشاريع والتجارب التي أظهرت عدم وجود فرق كبير في التكلفة بين الأبنية الخضراء والأبنية العادية. كما أن الإنشاءات الصديقة للبيئة، تبنى بالحد الأدنى من التكاليف الإضافية مقارنة بالإنشاءات التقليدية، وقد لا تكون هناك تكاليف إضافية أصلاً بحيث تبقى تكلفة الأبنية الخضراء ضمن حدود ميزانية البناء التقليدي.

آفاق البناء الأخضر في الضفة الغربية وقطاع غزة
تتوقع تقديرات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، أن الشرق الأوسط سيكون عرضة للتأثر بالتغير المناخي أكثر من أي منطقة أخرى في العالم خلال العقود القليلة القادمة. وعلى الرغم من أن منطقة الشرق الأوسط تتسبب بنسبة صغيرة من انبعاث الغازات الدفيئة مقارنة بغيرها من المناطق، إلا أنه من المتوقع أن تتضاعف هذه النسبة بحلول عام 2050. وسيساهم الوضع السياسي المعقد في تصعيب عملية التنمية مستقبلاً.

لحسن الحظ، يقدم البناء الأخضر منهجية جديدة وإبداعية لمجال تخطيط وتطبيق برامج البنية التحتية. وتعتبر هذه المنهجية الجديدة في البنية التحتية ضرورة في المناطق التي تتأثر سلباً في الأبنية الحديثة، والمناطق التي تؤدي فيها عمليات الصيانة، واستراتيجيات البناء، إلى ضرر في البيئة المحيطة، في نفس الوقت الذي يؤدي التراخي في تطبيق القوانين البيئية إلى عمليات بناء غير منظمة، ورديئة الجودة أحياناً، وفي أحيان كثيرة، يتم استبدال المساحات الخضراء بمنشآت تجارية وسكنية ذات أداء بيئي ضعيف، في حين تؤدي الإدارة الضعيفة لأنظمة الصرف الصحي والنفايات الصلبة، و يؤدي عدم كفاية المرافق الصحية إلى تفاقم المشاكل.


الدليل الإرشادي للأبنية الخضراء


في صيف عام 2013، وبالتزامن مع إطلاق الرئيس باراك أوباما لسياساته الجديدة المتعلقة بالمناخ في الولايات المتحدة الأمريكية، اجتمعت مؤسسة مجتمعات عالمية مع 300 شخص من المستثمرين، والمهندسين، والمهنيين، والأكاديميين، والممثلين عن السلطة الفلسطينية، وقادة المجتمع، في مدينة البيرة في الضفة الغربية لإعلان الدليل الإرشادي الأول للأبنية الخضراء في الضفة الغربية، ومول هذا المشروع بداية من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي – UNDP، ثم تحقق هذا الإنجاز بموجب شراكة بين نقابة المهندسين - القدس والمجلس الفلسطيني الأعلى للبناء الأخضر، بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID).

يمثل الدليل الإرشادي للأبنية الخضراء تتويجاً لشراكة طويلة الأمد، وثلاث سنوات لشراكة مؤسسة مجتمعات عالمية مع نقابة المهندسين - القدس، والحكومة الفلسطينية، ومنظمات المجتمع المدني، وأكاديميين في ترويج البناء الأخضر في المجتمع الفلسطيني. وعقد أول مؤتمر حول الأبنية الخضراء في فلسطين برعاية رئيس الوزراء الفلسطيني السابق د. سلام فياض لتأكيد "أهمية العلاقة المتوازية بين التقدم الاقتصادي، والمسؤولية البيئية".



مبادراتنا الرئيسية – تدريب المهندسين الزملاء في الأبنية الخضراء


لدعم الجهود الرامية إلى ترسيخ مفهوم الأبنية الخضراء، وفرت مؤسسة مجتمعات عالمية بالشراكة مع مكتب خطيب وعلمي المتخصص في الأبنية الخضراء، منحاً لتدريب 10 مهندسين شباب على مدى السنين الخمس من عمر برنامج الحكم المحلي والبنية التحتية، بمعدل منحتين كل عام. وخلال الدورات التدريبية التي تستمر لمدة شهرين، يعمل المهندسون الزملاء مع وحدة الاستدامة في شركة خطيب وعلمي في الإمارات العربية المتحدة للاستفادة من خبراتهم في نظام تصنيف الأبنية الخضراء، واحتساب النقاط للأبنية بهدف الحصول على شهادة "البناء الأخضر" التي تم تطويرها في الولايات المتحدة الأمريكية، والتعرف على نظام استدامة لبناء واعتماد وتقييم الأبنية الخضراء، الذي تم تبنيه كمرجع للأبنية في الإمارات العربية المتحدة. إن انفتاح المهندسين الزملاء على الأنظمة الإقليمية والعالمية سيمكنهم من تطبيق مبادئ ومنهجيات الأبنية الخضراء فور عودتهم إلى الضفة الغربية. للتعرف على أحد المهندسين الزملاء أنظر هنا.


إجراءات ضمان الجودة:


طورت مؤسسة مجتمعات عالمية مجموعة من أدوات متابعة جودة البناء، لمساعدة الشركاء المحليين على إبقاء مشاريع البناء على المسار الصحيح، بشكل يتوافق مع المعايير البيئية والصحية، والمعايير الدولية لسلامة المباني.


يشتمل كل مشروع على خطوات تضمن مستويات عالية من التحكم في الجودة أثناء مراحل إنشاء البنية التحتية، لتحقيق جودة عالية في البناء، وللحفاظ على الشفافية والمساءلة بشكل كبير، وزيادة احتمالية تحقيق بناء نموذجي عند مرحلة إتمام المشروع. وتشمل إجراءات ضمان الجودة ما يلي:

  • دراسة جدوى المشروع: تشمل دراسة الجدوى عمل الطواقم معاً، وبشكل موحد في جميع مراحل التقييم، ومراجعة التصميم، وهندسة إدارة وتخطيط الإنشاء لضمان إمكانية تنفيذه واستمراره في خدمة المجتمع بعد إتمام عملية البناء. ويشارك في عملية التقييم شركاء محليين من أبناء المنطقة التي يتم فيها المشروع، ويركز التقييم على احتياجات المشروع، وإمكانية تنفيذه، وضمان تميزه وفائدته العائدة على المجتمع.
  • ضمان الجودة واختبار السلامة: يجب إكمال عملية فحص واختبار إجراءات السلامة، قبل، وخلال، وبعد عملية البناء.
  • المراجعة وفق المنظور البيئي: يجب ضمان توافق تصميم وخطوات البناء مع معايير حماية البيئة، وتقليل الآثار السلبية عليها. فيجب تجنب العبث في الأماكن الأثرية، والمحميات الطبيعية، والعمل على إعادة تدوير المواد لاستخدامها في عمليات البناء. ولضمان أخذ كافة الجوانب البيئية بعين الاعتبار، يزور فريق المهندسين موقع البناء لكل مشروع خلال مرحلة التقييم، ويعد تقارير مفصلة حول نتائج تقييم الأثر المحتمل للمشروع على البيئة، وإجراءات تقليل هذا الأثر.
  • متطلبات السلامة: تضمن مؤسسة مجتمعات عالمية تلبية جميع متطلبات ومعايير السلامة في مواقع المشاريع، ومنهجيات التنفيذ المتناسبة مع متطلبات السلامة المهنية. كما تحرص المؤسسة على الحصول على طلب خطط مفصلة لأمن وسلامة الموقع، وتفرض آليات تنفيذ صارمة لضمان أعلى مستويات السلامة خلال مرحلة البناء، كما يتم مراقبة عمل المقاول بشكل دقيق لضمان الالتزام بمعايير السلامة، وتطبيقها.

مبادراتنا الأساسية – دليل ممارسات البناء الإجرائي


أطلقت مؤسسة مجتمعات عالمية مؤخراً "دليل ممارسات البناء الإجرائي" بهدف توحيد المعايير العملية، وضمان تنفيذ المشاريع بما يتماشى مع المعايير والإجراءات الدولية، ومع مبادئ وقيم مؤسسة مجتمعات عالمية. ويلخص الدليل الإجرائي الخطوات والعمليات الواجب اتباعها عند البناء، ويقدم مجموعة من العينات المعيارية، كما يقدم رسوماً بيانية توضح الجوانب الإدارية المتبعة من قبل مؤسسة مجتمعات عالمية خلال إدارة كل مرحلة من مراحل الدورة الإنشائية، والمنهجية المتبعة في كل مرحلة.


برامج البناء والبنية التحتية السابقة في الضفة الغربية وقطاع غزة


برنامج التشغيل الطارئ


وفر برنامج التشغيل الطارئ (2007-2011) للمواطنين الفلسطينيين مناطق ترفيهية آمنة، وسهلة الوصول، وصديقة للبيئة في المناطق التي تأثرت سلباً بالوضع السياسي والاقتصادي. ويعتمد هذا البرنامج على شراكات فاعلة لضمان إنشاء الأبنية بصورة فعالة وآمنة، وتقدم الخدمة الإيجابية والمستدامة للمواطنين. ونجح البرنامج في إيجاد شراكات مع منظمات غير حكومية محلية وعالمية، وبرامج أخرى تمولها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في الضفة الغربية وقطاع غزة، بهدف مضاعفة الأثر الإيجابي في عدة مجالات كالتعليم، والتدريب المهني، والصحة، والحكم المحلي وبرامج الشباب، فقدمت هذه المشاريع خلال عملها فوائد ملموسة للمواطنين من خلال تقوية المجتمع المدني والروابط الاجتماعية. واحتوى عدد من هذه المشاريع على ما يلي:



المراكز المجتمعية


تعتبر هذه المنشآت أساسية لالتقاء أفراد المجتمع خارج منازلهم، والمشاركة في حصص تعليمية وتوفير فرص التوظيف والتواصل الاجتماعي. قام برنامج التشغيل الطارئ بتوظيف أكثر من 60 عاملاً لإنشاء جناح نسائي قرب المركز المجتمعي في قرية بدو، التي يسكنها أكثر من 6 ألاف مواطن. وأصبح المركز مقراً لاجتماعات جمعية بدو النسوية، التي لم تكن تحظَ بمكان رسمي لاجتماعاتها منذ تأسيسها عام 2005، وتدعم الجمعية نشاطات متعددة، كالخياطة والأشغال اليدوية، كما تقدم دورات تقنية في الحاسوب والإعلام، ومحو الأمية.

أثبتت المساحة الإضافية في المركز المجتمعي فائدتها في تقريب المجموعات النسائية أكثر من مركز صناعة القرار في المجلس القروي الموجود في نفس المبنى. وأخيراً، ساهم المشروع في تحفيز الاقتصاد المحلي للقرية، ليس فقط عبر تشغيل العمال لبناء المركز، بل أيضاً بسبب عمل النساء في المركز لإيجاد مصدر دخل إضافي لهن ولعائلاتهن، وذلك عن طريق بيع البضائع والخدمات التي يقمن بتطويرها في المركز.

وتم إنشاء مركز آخر في قرية الرشايدة البدوية، التي تعتبر من المناطق البعيدة والمعزولة، فرغم حصول ساكنيها على خدمات الكهرباء والماء، تعاني الرشايدة من محدودية الخدمات المقدمة لها، كما تعتبر المواصلات إلى المدينة الأقرب -بيت لحم- باهظة التكلفة، كما أثر الجفاف في السنوات الأخيرة على ظروف حياة هذا المجتمع الرعوي بشكل كبير، إضافة لافتقار القرية للمكان الذي يمكن لأفراد المجتمع اللقاء فيه لوضع استراتيجيات لحل مشاكلهم. لذلك قام برنامج التشغيل الطارئ ببناء مركز الرشايدة الاجتماعي، حيث يستطيع المواطنون تشارك فرص العمل، وتلقي التعليم المستمر، ودورات الإسعاف الأولي والإنعاش، وحضور ورشات عمل تطوير القيادة للرجال والنساء والأطفال.

الحدائق المجتمعية


تحتضن قرية عطارة مقام الأمير القطرواني الذي بني أصلاً سنة 900م، لكن المعلم الأثري تعرض للإهمال مع مرور الزمن، ثم دُمر جزء كبير منه نتيجة زلزال ضرب المنطقة قديماً. وفي نفس الوقت الذي لم يكن يملك فيه أهالي القرية متنزهاً عاماً يقضون فيه أوقاتهم، بل مقاماً مهملاً تحيط فيه العديد من المناظر الخلابة. فكان هذا ما دعا المجتمع المحلي في عطارة لطلب ترميم المقام وبناء حديقة ترفيهية لأهالي البدة في نفس المنطقة، ما فتح فرص عمل لأبناء القرية لمدة لا تقل عن (2500) يوم. ويحوي المتنزه اليوم على المقام الذي تم ترميمه، بالإضافة إلى ملعب، وطاولات، ومقاعد، ومقصف، ووحدات صحية.


إزالة الأنقاض


إن الوضع السياسي والأمني الهش في قطاع غزة، بالإضافة إلى الموانع التي تحول دون الوصول إلى مشاريع البناء والمواد اللازمة، خلق تحديات كبيرة أمام تنفيذ البرنامج. وعلى الرغم من هذه التحديات، عملت مؤسسة مجتمعات عالمية مع المجتمعات المحلية، لتنفيذ عمليات إزالة الأنقاض، بالإضافة إلى مشاريع إعادة التدوير التي ترافقت مع إزالة 1,450 طن من أنقاض 13 منزلاً مدمراً في كل من عبسان الجديدة وعبسان الكبيرة، وتنظيف المناطق لتأمين مساحات سكنية وزراعية آمنة. ثم تم العمل على تصنيف الأنقاض لإعادة التدوير والاستخدامات المستقبلية. وتستمر مؤسسة مجتمعات عالمية في استكشاف خيارات قابلة للتطبيق، مثل القيام بأنشطة إغاثية وتنموية قادمة في القطاع.

الخدمات الفلسطينية الأمريكية للترويح والصيانة (برنامج الحدائق 2005-2008): تواجه المجتمعات الفلسطينية تهديدات متنامية تؤثر من استقرار وضعها الاقتصادي، والأمني، والصحي كنتيجة للصراع السياسي المستمر. ولمعالجة هذه العقبات، نفذت مؤسسة مجتمعات عالمية برنامج الخدمات الفلسطينية الأمريكية للترويح والصيانة المعروف باسم برنامج الحدائق والممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بهدف تحسين الظروف المعيشية والبيئية في الضفة الغربية وقطاع غزة من خلال بناء وترميم المتنزهات والحدائق العامة.

خلال هذا المشروع شارك طلبة الهندسة المعمارية في الجامعات الفلسطينية في تصميم وبناء المتنزهات، فوجدوا في المشاركة فرصة للتدريب العملي، وخلال عملهم وجدوا في التصميم المهني مجالاً لتعزيز شعورهم بمسؤولياتهم اتجاه مجتمعاتهم، وشعورهم بالفخر لمساعدتها. وتستمر هذه المشاريع التي طورت ضمن برنامج الحدائق في تحسين حياة ما يزيد عن مليون فلسطيني، ومساعدتهم في تحدي آثار الصراع المدمرة، إضافةً إلى استعادة بعض من جمال وتاريخ المنطقة.

حقق برنامج الحدائق مجموعة من الأهداف الهامة، منها:

  • توفير مرافق ترفيهية آمنة، سهلة الوصول، وصديقة للبيئة في مجتمعات تعيش معاناة من نتائج الصراع الاقتصادية والأمنية.
  • ضمان الانتهاء من تنفيذ 21 متنزهِ مع نهاية البرنامج سنة 2008 بمشاركة جميع الشركاء من أبناء المجتمع، وتحديداً النساء، والأطفال، وكبار السن، والأشخاص ذوي الإعاقة.
  • إستخدام وسائل بناء فعالة تفتح فرص عمل جديدة لأبناء المجتمع المحلي.